إن تجربة القرض المصغر في الجزائر قد سمحت بتشجيع الإدماج الاقتصادي والاجتماعي لفئة السكان التي تفتقد المداخل أوذات مداخل غير ثابتة وغير منتظمة، مثلما سمحت على وجه الخصوص بترقية النموالاجتماعي لفئات غير مؤهلة أصلا للاستفادة من النظام البنكي وذات مؤهلات بسيطة بالإضافة إلى خريجي الجامعات والمعاهد ومراكز التكوين المهني.
يعتبر جهاز القرض المصغر آلية من آليات الدعم التي سخرتها الحكومة الجزائرية، اذ تلتزم هاته الأخيرة في تنفيذ نموذج النموالجديد للبلد اتباع خارطة طريق السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي يدعوإلى تنويع الاقتصاد الوطني والمحلي مع تنويع الصادرات هدا من جهة، ومن جهة اخرى ضمان لفئة المواطنين التي تسعى للإدماج الاقتصادي والاجتماعي، إمكانية إنشاء أنشطتهم الخاصة، وبالتالي المساهمة في تحقيق التنمية المحلية لمناطقهم.
ان الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر تسعى في مرافقة وتمويل المشاريع المصغرة، وهذا من خلال جملة من الخدمات المالية وغير المالية التي توفرها، اذ يكمن هدفها الاساسي المساهمة في مكافحة البطالة والفقر عن طريق تشجيع العمل الذاتي، وتنمية روح المقاولاتية عوضا عن الاتكالية، من خلال القروض التي تمنحها.
فمنذ تأسيس الوكالة سنة 2004، تعددت التحديات، وكانت المهمة شاقة رغم كونها حماسية، حيث سمحت، الى غاية شهر ديسمبر 2024 بخلق أزيد من مليون مؤسسة مصغرة، وبالتالي استحداث أكثر من مليون منصب شغل.
كما تولي الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر أهمية بالغة للتكوين والمرافقة، لأصحاب المشاريع وحاملي الأفكار لا سيما الشباب وخريجي الجامعات، اذ توفر خدمات غير مالية لمستفيديها، على غرار التكوين في مجال التربية المالية العامة، وكيفية انشاء وتسيير مؤسسة مصغرة، وكذا المساعدة على التسويق من خلال تنظيم معارض جهوية ووطنية وبصفة مجانية، والاستفادة من خدمات المنصة الرقمية الخاصة بالإعلانات المجانية التي وضعتها الوكالة لفائدة مقاوليها، وبالتالي توفير قيمة كبيرة على المستوى الفردي والجماعي من خلال المزايا المقدمة لحاملي المشاريع. إضافة إلى البرنامج الجديد الذي تم إطلاقه في جوان 2024 تحت عنوان “تمكين” حيث يهدف الى تقديم خدمات خاصة بكل فئة على غرار المرأة الماكثة بالبيت، المرأة الريفية، وكذا الشباب الذي ليس له فضاء لاستقطاب مواهبه وافكاره.
وللجانب الاعلامي اهمية كبيرة في مجال التعريف بخدمات الوكالة، والمزايا التي تقدمها للمستفيدين، في هذا الاطار وضعت هاته الاخيرة استراتجية اعلامية محكمة تعتمد على العمل الجواري واستهداف المناطق المعزولة عن طريق الخرجات الميدانية، واستغلال الفضاء الاعلامي المحلي، للتعريف بجهاز القرض المصغر وكذا صيغ التمويل، عبر مختلف ولايات الوطن وذلك من خلال 49 وكالة ولائية و547 خلاية مرافقة.
من جهة أخرى، تعمل الوكالة جاهدة على جعل كفاءاتها البشرية ضمن أولى أولوياتها، على اعتبار أن الاهتمام الجاد والمستمر بهذه الموارد يساهم في بناء بيئة عمل إيجابية ومنتجة، هذا ما يعزز كفاءة ومردودية المؤسسة، حيث سطرت برنامج تكويني مكثف لفائدة مستخدميها بهدف تطوير وتنمية القدرات المهنية لمواكبة التحديات التي تفرضها بيئة العمل الحديثة.
أخيرا، تعمل الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر على إعطاء نفس جديد لجهازها وضمان تأثير متعدد الابعاد بأنشاء مؤسسات مصغرة وفق رؤية جديدة تعتمد أكثر على مقاربة اقتصادية خلاقة للثروة وللقيمة المضافة دون اهمال الطابع الاجتماعي الذي يتميز به القرض المصغر.
المديرة العامة لـ ANGEM
الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر هي هيئة عمومية ذات طابع خاص، موضوعة تحت وصاية وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة.